ربّوا أبناءكم على الصبر لا على الحقد. علّموهم أن العائلة حضن… لا ساحة قتال
عن تجربة .
"في كل مرة نُعدّل مدونة الأسرة، أقول في نفسي:
هل كنا نحتاج نصوصًا جديدة؟
أم كنا فقط نحتاج أن نعود لما كُتب في قلوبنا أول مرة؟"
لقد تغيرت الحياة.
كنا نتزوج على نية الستر، المحبة، بناء العائلة.
اليوم…
صرنا نتزوج ومعنا حقيبة شروط.
من يدفع؟ من يصرف؟ من ينتصر؟
تحولت الأسرة إلى صراع.
كل طرف يحصي كم أعطى، وكم أخذ.
الرجل مغلوبٌ على أمره…
مطالب بكل شيء: بالنفقة، بالهدايا، بالرفاهية… حتى وهو عاجز أحيانًا عن دفع كراء بيت بسيط.
والمرأة؟
تعمل، تجتهد، تُربي، وتصبر… لكنها أيضًا تُحمَّل فوق طاقتها.
تطلب حقوقها، لكنها في زحمة المعارك… نسيت حقها في الحنان.
ابتعدنا عن القرآن،
ابتعدنا عن الرحمة،
ابتعدنا عن أن نكون لباسًا لبعضنا بعضًا.
أصبحنا نقلد مجتمعات ظنناها ناجحة…
ونسينا أن الغرب نفسه، حيث تراجع الزواج، وتراجعت الولادات،
أصبح الناس يموتون وحيدين،
في دورٍ للعجزة،
أغلبهم لا يعيش فيها أكثر من ثلاثة إلى ستة أشهر… ثم تُطوى قصتهم في صمتٍ بارد.
هل هذا ما نريده؟
أن نصبح شعوبًا بلا عائلات؟
بلا دفء؟
بلا أحفاد يحملون أسماءنا وذكرياتنا؟
يا ليتنا نعود إلى رشدنا.
يا ليتنا نتذكر أن الزواج رحلة صبرٍ، لا سباق انتصارات.
يا ليتنا نصبر مع بعضنا قليلاً، ونحب بعضنا كثيراً.
فلا الرجل عدو،
ولا المرأة خصم.
نحن، ببساطة…
نصفان خلقهما الله ليكتملا، لا ليتصارعا.
"ربّوا أبناءكم على الصبر لا على الحقد.
علّموهم أن العائلة حضن… لا ساحة قتال."
رشيد الوالي
ليست هناك تعليقات