الهجمات السيبرانية ضد المغرب من تنفيد نظام الكراغلة الدي يشجع ويخطط لتشويه صورة المغرب وافشال اي اقلاع اقتصادي

 


لم تكن حرب "التواصل الاجتماعي" التي نعيشها اليوم بين "المغرب والجزائر" وليدة صدفة، ولا هي انفجار عاطفي عابر، بل بدأت منذ زمن طويل، بهدوء، وبمنهجية شبه سرية.. وبينما كان المغاربة منشغلين بتحديث البلاد، وفتح الأبواب أمام الاستثمار، والسياحة، والتكنولوجيا، كانت آلة إعلامية جزائرية تُبنى بصمت، في الكواليس، هدفها: المغرب.


بدأ كل شيء، أو على الأقل اتّضح، منذ سنة 2007، حين تحوّلت وسائل الإعلام الجزائرية – الرسمية والخاصة – إلى أدوات تعبئة متكررة ضد كل ما يمتّ للمغرب بصلة.. لم يكن الأمر مجرد سياسة خارجية حذرة، بل خطابًا عدائيًا ممنهجًا.


المفاجأة لم تأتِ من تحليل سياسي أو تقرير صحفي استقصائي، بل من اعتراف رسمي قضائي: عبد المالك سلال، الوزير الأول الجزائري الأسبق، يقف أمام المحكمة في قضايا الفساد، ويقولها صراحة:

"أنفقنا مليارات لتعطيل المغرب اقتصاديًا وتشويه صورته اجتماعيًا وإنسانيًا".

هكذا.. بجملة واحدة، سقط القناع.


لم يكن الحديث عن حملة "طبيعية"، بل عن مشروع سياسي متكامل يمتد من الإعلام الرسمي إلى الصفحات الموجهة، ومن المقالات إلى الفيديوهات، من التعليقات المفبركة إلى القنوات المزيفة.


في السنوات الأولى، كانت هذه الحملات تُبث عبر قنوات مغلقة أو مواقع غير مؤثرة.. لكن مع انفجار فيسبوك ويوتيوب، وجدت الجزائر الرسمية نفسها تمتلك ذراعًا رقمية واسعة، تُهاجم المغرب تحت أسماء مستعارة، تُحرّف التصريحات، وتُركّب الصور، وتُطلق الإشاعات، بل وتنسب الاحتجاجات المغربية الطبيعية – مثل أي بلد في العالم – إلى "ثورة"، و"سقوط"، و"تصدّع من الداخل".


ولأن المغرب لم يكن يردّ، ظنت هذه الجهات أن الأمر ناجح.

لكن الردّ جاء متأخرًا.. ومزلزلًا.

فقد ولد جيل مغربي جديد، لا يُشبه الأجيال السابقة.. جيل يعرف كيف يردّ، وكيف يكشف الكذب بالصوت والصورة، وكيف يسخر بذكاء، ويُحرج الخصم أمام العالم، ويحول كل فبركة إلى فضيحة.


ما بدأته الجزائر في 2007 كحرب صامتة، تحوّل بعد 2019 إلى معركة علنية.

ومع صعود تبون، بدا وكأن النظام قرر أن يُشعل كل الجبهات دفعة واحدة، فانهالت الاتهامات والشتائم والتلفيقات، في كل اتجاه، دون تحفظ أو أدنى احترام للعقل.

لكن مواقع التواصل.. لم تكن أرضهم وحدهم...


= من كتاب "حرب مواقع التواصل بين المغرب والجزائر.. كنت طرفا في المعركة".. الآن نسخة الكترونية "شبه مجانية" على موقع LULU..  

عماد فواز 

ليست هناك تعليقات

صور المظاهر بواسطة linearcurves. يتم التشغيل بواسطة Blogger.