رسالة خاصة إلى عصيد والمتعصبين الامازيغ

 


كنت مغفلة وتطرقت لموضوع الهوية والعرق، سامحوني،

ولكي أكون منصفة، فأنا لا أختزل نفسي في عرق أو لغة،

لأن بلدي المغرب غنيٌّ ومتنوع الأعراق والألسن،

ولذلك، أكتفي وأفخر بأن أقول: أنا مسلمة مغربية.


المشكلة التي وقعت في بلدي لم تكن يومًا في التعدد، بل في من أراد أن يحوّل هذا التنوع إلى صراع.

فنحن شعبٌ غنيّ بالأصول واللغات، لا يمكن اختزالنا في صفة واحدة، لا في الأمازيغ وحدهم، ولا في العرب، ولا حتى في اليهود.

نحن حالة استثنائية، اسمها المغرب.

نحن مغاربة مسلمون، وهذا يكفينا شرفًا، مهما اختلفت أصولنا أو لغاتنا.

الإسلام وحدنا، والوطن يجمعنا، والتاريخ يشهد أننا حين اجتمعنا تحت راية واحدة… صنعنا المجد.”


كنتُ مغفلة ومتعصبة، وبنيت جزءًا من أفكاري على أوهام مفخخة حول الهوية والعرق.

لم أكن أعي خطورة تلك الكلمات، ولا أثرها في زرع الفُرقة والشحن بين أبناء الوطن الواحد.

لكن، بفضل الله أولًا، ثم نصائح عائلتي وأساتذتي، وبفضل بحث صادق في كتب التاريخ، اكتشفت الحقيقة كما هي، بلا تزييف ولا عاطفة.


نعم، الأمازيغية حضارة عريقة ولغة قديمة ضاربة في عمق التاريخ منذ آلاف السنين.

ولها تراث غني يحظى بالاحترام،

لكن ما أعترض عليه اليوم هو تحويل هذا الإرث العظيم إلى أداة للصراع العرقي والتمييز، بدل أن يكون جسرًا للوحدة.


للأسف، كنتُ من الذين وقعوا في هذا الفخ، وتحدثتُ بكلمات ساهمت في الجدال والتفرقة، دون وعي أو علم،

لذلك أقف اليوم بكل صدق لأقول:

أعتذر. وأعترف أنني أخطأت.


أنا لا أنكر جمال التنوع المغربي: من الريفية إلى السوسية، من العربية إلى الحسانية، من الأطلسية إلى العبرية…

لكن هذا التعدد اللغوي والثقافي يجب أن يكون مصدر فخر ووحدة، لا تعصب وصراع.


نعم، قد أكون من أصول أمازيغية أو غيرها،

لكن هذا لا يكفي لأكون حرّة،

فما أكمل حريتي، وهويتي، وإنسانيتي، إلا الإسلام.


الإسلام هو الذي وحد أجدادنا بعد التشتت، ونقلهم من الجهل إلى العلم،

ومن التبعية إلى الريادة.

بفضله فتحوا الأندلس، ونشروا العلوم، وتألقوا في الطب والرياضيات والهندسة.

تاريخنا المجيد بدأ بنور الإسلام، لا بشعارات العرق والتفوق.


أنا قارئة كتب، أؤمن بالدليل العلمي والتاريخي، لا بالعواطف أو الانفعالات.

وحين عدت إلى المصادر، وجدت تاريخًا متنوعًا لكن موحدًا، عاش فيه المغاربة كأمة واحدة رغم اختلاف الألسن.


لذلك، أرجوكم من أعماق قلبي:

سامحوني إن سبّبتُ بغير قصد أي خصام أو جرح أو انقسام،

سامحوني إن لم أكن ناضجة كفاية… فقد كنت أبحث عن الحق، وها أنا وجدته.


واذكروا لي أنني في مواضيع أخرى كنت نورًا في عالم التفاهة، وشمعة للأطفال في دروب المعرفة.


أناizilg Aya،

ابنتكم،

ومنكم أتعلم، وبكم أرتقي، وبرضاكم أستمر.

ليست هناك تعليقات

صور المظاهر بواسطة linearcurves. يتم التشغيل بواسطة Blogger.