الوطنية أفعال لا أقوال
كاتبة الدولة المكلفة بتصدير الثروة السمكية زكية الدريوش، المُنتمية لتجمع التُّجار، تتفاخر بتقديم مليار و100 مليون سنتيم لزميلها في التجمع بجهة واد الذهب النائم البر أماني (امبارك حُمِّية)، في مشروع واحد لتربية الأحياء السمكية بمدينة الداخلة، بحضور كبيرهم الذي علمهم تصالح المصالح، ذي الإسم الإيراني "عزيز أكبر ثروتي". وبخير وعلى خير الكل يُصفق، الكل يهتف؛ عاش الشاي بالغازوال، ولا عاش من لم يشربه!
كنز الصحراء مدينة الداخلة، حيث تُوزع البقع الأرضية، مزارع تربية الأسماك، أجود أنواع الأراضي الفلاحية، دعم بمئات المليارات في الفلاحة والصيد البحري، رخص الصيد في أعالي البحار، بل وحتى التعدي على أراضي المواطنين الصحراويين المغاربة ومنحها للشركات متعددة الجنسيات، لذوي القربى هنيئا مريئا لذَّة للنَّـ.ـاهبين. واشبع أنت بشعارات وطنية فارغة لا تُعلم جاهلا، ولا تُداوي مريضا ولا تُنصِف مظلوما في محكمة؛ لا تُسمن ولا تُغني من جوع!
(حُمِّية) الداخلة واحد من عشرات "الحُميات" المركزين في المناطق الجنوبية، المُتكئين على ثروات البلاد الخام وكلشي ديالهم، بتحالف صلب ومتين بين المال والسياسة؛ دعم من دافعي الضرائب، بلا دفاتر تحملات ولا طلبات عروض ولا هم يحزنون. دكشي خليه لأقزام فرصة وسنافر انطلاقة وأيتام ديون "الشرف": حُمية يِلهط على طووووول!
وعلاش نمشيو بعيد، الكل تابع فضيحة "بيك" حُمية، عزيز كبيرهم الذي علمهم تصالح المصالح في إطار استراتيجية الكابتن رابح؛ نال أكبر محطة لتحلية المياه بـ 15 مليار درهم، بدعم من الدولة وإعفاء ضريبي على المقاس. ونزيدكم، المحطة كلها أوتوماتيكية يعني صفر يد عاملة، وسلم لي على 13,3% نسبة بطالة، على الاستراتيجية الوطنية للتشغيل وعلى مليون و630 ألف مُعطل عن العمل.
وياريت المشروع كان فعلا حُبًّا في ساكنة البيضاء أو لتوفير المياه الصالحة للشرب. الماء الشروب رأس جبل الجليد، وما خفي استعداد عزيز لنيل نصيبه من صناعة الهيدروجين الأخضر، حيث مياه البحر المُحلاة الأساس لفصل ذرات الهيدروجين عن ذرات الأوكسبجين، في ميدان سيُوفر بديلا للمحروقات التقليدية.
(عزيز الأب) المُسيطر حاليا على الطاقة الأحفورية يمهد الطريق لـ (عزيز جونيور) -لي مْقصر مع مجموعات الغناء العالمية- للعودة بعد 15 و20 عاما ليُسيطر على الشعب بالطاقات المُتجددة، بعد شي "إنصاف ومصالحة" رقم 2 فاعلة تاركة. وهي غادية!
لا نُزكي سـ.ـب ولا شتم ولا تبخيس أي مواطن يُعبر عن رأيه، غير هو من ناحية ناس تازة العزاز فـ هم مع غـ.زة قلبا وقالبا، واعون وعارفون بأن للقضايا الإنسانية مكانها وللقضايا الوطنية والتنموية محلها؛ غير المُكلَّخ، أو المُكلِّخ من يُقارِن ما لا يُقارَن. هذه بريمو.
سكيمو: كونو هانيين، بالنسبة للكبار، من يستحوذون على المال العام، لم يعودوا مهتمين لا بتازة، ولا بغـ.زة؛ همهم الوحيد جمع ومراكمة الثروة والكرمومة والنفوذ، وتسيير الدولة كما تُسير الشركات بمنطق الكاش فْلاو، تقليل التكاليف وتضحيم الأرباح.
خارجيا، حتى دور الوسيط "التاريخي" لم نعد نلعبه بعد أن رمينا كل أوراقنا تحت أقدام قادة كيان أصبحوا يتجنبون أجواء نصف دول العالم كي لا يُقبض عليهم. لتتقدم للوساطة والفاعلية دولة عربية من مواليد السبعينات، حتى وقت قريب كنا نعتبرها جزءا لا يتجزأ من المملكة العربية السعودية.
داخليا، وبالنسبة لتازة وأشباهها من بني ملال، لأزيلال مرورا بالرشيدية وفكيك وليس انتهاء بزاكورة النَّوارة في عيون نعمان الحلو، فمناطق متروكة للنسيان والفــ.ـساد والتهميش والفقر.
بل واستحالت تلك المناطق، ومنذ أمد بعيد، إما منفى وعقابا للمغضوب عليهم من المسؤولين (صيفطوه لبوعرفة يتربى!)، أو "بركاصة" ومكب نفايات للمغرب النافع، يُصدر إليها المجانين وعتاة المجـ.ـرمين، والراغبين في الهجرة السرية بعد تجريدهم من بطائقهم الوطنية، في ممارسات لا تمت بصلة لحقوق إنسان نتزعم مجلسها الأممي!
الخلاصة: الوطنية أفعال لا أقوال. عَصَب الوطنية (المال) واخدينه الكبار، وطالقين على الشعب قطعانا من المُؤلفة جيوبهم سارحين عباد الله بحمية الجاهلية. ليتسنى لعزيز وأشباه عزيز وأتباع عزيز فعل ما يشاؤون أنَّى يشاؤون، دون حسيب ولا رقيب.
انتهى الكلام، وقُضي الأمر الذي فيه تستفتيان.
أيوب الرضواني Ayoub Radouani
ليست هناك تعليقات