هل المغرب مستعد لتنظيم كأس العالم وهل هناك دراسات جدوى
Yassine Guinni
في الدول الفقيرة كأس العالم يستنزف ميزانيات كبيرة، مصدر هذه الميزانيات تتنوع بين الضرائب والغرامات الجديدة، القروض، التنازلات الاستثمارية للشركات الكبيرة، وأحيانا بيع أصول الدولة حتى، كثير من سكان البرازيل مثلا فقدوا سكنهم وعملهم بسبب كأس العالم، كثير من الملاعب والفنادق والمنشآت الرياضية والسياحية أصبحت عالة على دول نظمت تظاهرات رياضية كبرى.
لتفادي ثقل كأس العالم يحتاج الأمر إلى استراتيجية قبل/خلال/بعد كأس العالم، تهم الرياضة والسياحة والخدمات، المغرب مثلا مستفيد من نقاط كثيرة إذا استطاع استغلالها، تنظيم مشترك مع دول كبرى ببنية تحتية رياضية سياحية كبيرة، المغرب بلد سياحي أصلا ومنشآت كثيرة يمكن الاستفادة منها، لكن المغرب ليس بلدا رياضيا كبيرا، لا نتوفر على فرق كبرى في كرة والقدم ولا في غيرها، لماذا لا يفكر المغرب في تحويل الفرق إلى شركات وعرض بيعها للمستثمرين، سيحصل المغرب على فرص استثمارية كبيرة وسيتخلص من ثقل كبير على ميزانيته في دعم الرياضة، وسيمنح هذا التحول أيضا دفعة قوية للاحتراف الرياضي، فحين تتحول الأندية إلى شركات مهيكلة، فإنها تُدار سقتصادي واضح، يراعي النجاعة والاستثمار في التكوين والمواهب. يمكن للمغرب أن يُنشئ صندوقًا رياضيًا وطنيًا، تشارك فيه الدولة والقطاع الخاص، هدفه دعم المشاريع الرياضية ذات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية، بدل أن تُصرف الميزانيات في دعم فرق دون رؤية واضحة أو عائد ملموس.
إضافة إلى ذلك، يمكن إدماج الرياضة في استراتيجية تنموية متكاملة، حيث تُربط بالمدارس والجامعات، وتُشجع الرياضة القاعدية، ما سيمكن المغرب من خلق جيل رياضي جديد، يشارك في المنافسات الوطنية والدولية، ويكون سندًا لصورة الوطن.
بعد كأس العالم، يمكن أن يكون هناك تصور واضح لإعادة استخدام الملاعب والبنى التحتية، سواء بتحويلها إلى مراكز تدريب أو احتضانها لأنشطة ثقافية وسياحية ورياضية أخرى. النجاح لا يكمن في تنظيم تظاهرة كبرى فقط، بل في جعلها مدخلًا لإصلاحات هيكلية، وفرصة لبناء اقتصاد رياضي وسياحي مستدام.
هناك حلول كثيرة ابتكارية، لكن هل هناك مسؤول حكومي وسياسي يمكنه أن يقترح وينفذ؟!؟ هنا المشكل
ليست هناك تعليقات