بالتنسيق مع الاحتلال الصهيوني لجان فتح يحاولون تصدير أن المقاومة إرهاب
خرجت مظاهرات في بعض المناطق في غزة تطالب بطرد ح*~~اس من غزة ؛ أنا أتفهم وضع الناس في غزة ولا يحق لي المزايدة عليهم ؛ وليس لأحد خارج غزة أن يملي عليهم ما يجب فعله ومايجب تركه !
فقط يجب تنبيه أهلنا في غزة إلى أن شبكة أفيخاي تعمل بكل قواها لضرب الجبهة الداخلية في غزة ؛ يجب الانتباه إلى النقاط التالية :
١) ما حصل في غزة طوال سنة ونصف من إبادة وتطهير عرقي ليس سببه المقاومة؛ اطلعوا هذه الفكرة من عقولكم ؛ كل التقارير الأمنية الغربية و الإسرائيلية بما فيها تقارير الشباك تفيد أن الاحتلال كان يجهز لحرب شاملة مدمرة على غزة ؛ حرب لا تبقي ولا تذر ! لكن الحس الاستخباري لدى المقاومة كان يقظا؛ وحين تأكد رجال الله أن الحرب قادمة لا محالة قرروا المبادرة من باب ( نغزوهم ولا يغزوننا ) كانت الفكرة ضربة استباقية تحصل فيها المقاومة على الأسرى لتكون ورقة قوية في المفاوضات أثناء الحرب القادمة والتي كما قلنا كانت محسومة !
٢ ) الحرب وصلت لمرحلة يشعر فيها الشعب الغزي باليأس والإحباط ؛ وهذا مفهوم ؛ خاصة وقد تأكد لهم أن هذه الأمة لا يعول عليها ؛ وأنهم في هذه المعركة لوحدهم ؛ لكن الذي يجب عدم إغفاله هو أن أي استسلام للاحتلال في هذه المرحلة الفاصلة سيكون ضربة قاتلة مميتة للقضية الفلسطينية برمتها ؛ وسيتم دفنها للأبد ؛ وهذا ما يسعى إليه الاحتلال المجرم؛ وإذا استسلمتم فإنه سيكون دماء 50 ألف شهيد ذهبت هدرا !! إذ لا يعقل أن يكون نتيجة هذه التضحيات الجسام الحصول على رغيف خبز والبقاء تحت الحصار وبطش الاحتلال ! والاستسلام أيضا سيعطي ذريعة لباقي الدول العربية بأن تستسلم أكثر وتطبع أكثر وتتنازل أكثر ! سيقولون أصحاب القضية استسلموا فلما لا نستسلم نحن !!
٢ ) قدر الفلسطيني أن يبتلى بهذا الاحتلال الغاشم الظالم ؛ وقدر هذا الشعب أن يعاني الويلات منذ أكثر من ١٠٠ سنة ؛ فالإبادة في حق هذا الشعب ليست وليدة السابع من أكتوبر ولا هي وليدة الانتفاضة ولا هي وليدة النكبة ولا النكسة .. ولكنها عقود طويلة من تناوب الغزاة في إبادة هذا الشعب من زمن الإنجليز؛ وإذا فالقاعدة المنطقية أنه أينما وجد احتلال وجدت المقاومة ولو بأظافر اليد ! العبرة ليس بما ستحلقه من خسائر لعدوك؛ والعبرة ليست بالتضحيات الكبيرة التي تدفعها ؛ فالأوطان كما هو معلوم تستحق التضحية بالغالي والنفيس بلا حد ولا سقف ولا شرط ! والعبرة بثباتك على أرضك والحفاظ على الوجود!
٣ ) مشروع الاحتلال الآن ليس غزة وحسب ؛ وهذه الحرب كما قلناها أكثر من مرة ليست حربا بين حماس والكيان الغاصب ؛ بل هي مشروع غربي صليبي قديم حديث هدفه الوحيد هو إبقاء شعوب هذه الأمة في ذيل الأمم؛ هو مشروع أكبر من غزة والضفة وفلسطين ؛ القوم عازمون على ابتلاع كل فلسطين تمهيدا لابتلاع سيناء وأجزاء من سوريا ولبنان وحتى الأردن ثم لاحقا العراق والسعودية ..! وفلسطين هي البداية فقط ؛ الاحتلال صادق على إنشاء 16 وحدة استيطانية جديدة في الضفة تقطع أوصال مدن الضفة عن بعضها البعض؛ في نفس الوقت حول جنين إلى غزة مصغرة وهجر أهلها؛ وهذه فقط إجراءات ممهدة بما سيأتي من مصائب وبلاوي !
٤) الاحتلال اعتقد أنه باغتيال قادة الصف الأول سيجد من يرفع له الراية البيضاء ويستسلم ويسلم للأمر الواقع؛ والحقيقة أنه اصطدم بإرادة أكثر صلابة مما كان يتوقع ؛ لذلك عمد إلى محاولة اختراق الجبهة الداخلية ؛ وخلخلة الحاضنة الشعبية ؛ وإحداث حالة من الفوضى والبلبلة ؛ مستغلا معاناة الناس ومأساتهم الذي كان هو سببها الأول والأخير ؛ والهدف في النهاية إرباك حسابات المقاومة؛ ويضاعف الضغط عليها عسكريا وسياسيا وشعبيا واقتصاديا واجتماعيا .. لأجل أن ينقلب الناس على المقاومة دون بديل جاهز ولا مشروع واضح ! وسبق للاحتلال أن حاول خلق لجان شعبية في غزة مكونة من مخاتر البلد ليكونوا سلطة بديلة عن المقاومة ؛ سلطة خانعة خاضعة مستسلمة منبطحة ؛ لكن وقتها أصدرت عدد من العشائر رفضها لهذا المخطط ؛ وتمسكت بالمقاومة ودعمتها.
٥) الذين يطالبون المقاومة بالاستسلام هل يمكنهم أن يجيبوا عن الأسئلة التالية:
ماهي نتيجة الاستسلام ؟! هل ستستقر غزة وتعيش في بحبوحة من الأمن والاستقرار والسلام والأمان؛ ويرفع عنها الحصار وينسحب الاحتلال وتعلن دولة فلسطينية مستقلة ؟! أم أن النتيجة تجربة عرفات في بيروت ؛ والتي أدت في النهاية إلى قضم 85٪ من أرض فلسطين ؟! وطريق اوسلوا تعرفونه جيدا إلى أين يقود..
أم النتيجة هي التهجير الذي يراد له أن يكون ويتم التخطيط له بشكل ممنهج ومدروس ؟!
ماهي الضمانات التي تثبت مستقبل زاهر لغزة في حال تخلي المقاومة عن مشروعها الوطني في مقاومة الغزاة ؟! ماهي البدائل المطروحة وماهي المشاريع التي يمكن تبنيها ؟!
هل إذا خرجت حماس عن المشهد ستنتهي المشكلة ؟؟! قطعا لا ..!
٦ ) بعد طوفان الأقصى سألوا إيهود باراك ماذا لو كنت فلسطينيا ماذا كنت ستفعل ؟! أجابهم بدون تردد سأنضم للمقاومة ! المقاومة ليست عيبا؛ بل هي كانت خيار كل الشعوب التي تحررت ؛ ولن تجد في صفحات التاريخ شعب تحرر بالكلام والثرثرة والاتفاقيات واستجداء الرحمة من القاتل الجلاد؛ بل تجد العكس شعوبا قاومت بأسنانها !
٧ ) ختاما الاحتلال يخوض حرباً وجودية مصيرية ؛ وهذا يعني إما هو أو أنتم ! وللعاقل أن يختار بين أن يموت عزيزا حرا شامخا كريما ؛ أو يموت منبطحا خانعا مستسلما ذليلا !
الدكتور عبد الله اليوسفي
ليست هناك تعليقات