بوعشرين:حرب مع الجزائر ليست مستبعدة!



قرار المغرب وفرنسا تنظيم مناورات عسكرية في إقليم الراشيدية حرَم الجنرالات من النوم!
وجارتنا الشرقية (الله يهديها) لم تترك المهمة لصحفها وتلفزيوناتها فقط… بل تحركت بأذرعها كلها.
عندما كنت في السجن، كنت ألتقي في الفسحة بأشخاص من مختلف الفئات، من معتقلي الحق العام إلى موظفي السجون. وكان هناك سؤال يتكرر على لسان الجميع:
“علاش الجزائر كتْعادي المغرب بهاد الشكل، وبهذا الإصرار؟”
للأسف، إعلامنا الرسمي نادرًا ما يفتح المجال لأصوات عقلانية تشرح الموضوع دون سبّ أو شتم.
لهذا نحاول اليوم، بهدوء وبالاعتماد على التاريخ وسوسيولوجيا العلاقات الدولية، أن نُجيب عن هذا السؤال الكبير.
الجزائر تُعادي المغرب منذ أكثر من 60 سنة لأن النخبة الحاكمة هناك تؤمن بمنطق الصراع التقليدي كما كان سائدًا في القرن التاسع عشر:
“نجاح الجار هو تهديد، ومكاسبك لا تتحقق إلا بخسارته!”
إنه منطق مباراة تنس: فائز أو خاسر، ولا وجود للتعادل!
أوروبا أدركت بعد الحرب العالمية الثانية أن هذا المنطق مدمر.
ففتحت الحدود، وتخلت عن سباق التسلح، وخلقت هوية أوروبية موحدة رغم اختلاف الأعراق والثقافات.
النتيجة؟
أوروبا اليوم أكثر استقرارًا من أي وقت مضى.
خذ مثلًا: سويسرا، بلد صغير بلا جيش تقريبًا، محاط بثلاث قوى استعمارية سابقة، ومع ذلك يعيش في أمان تام.
لكن الجزائر اليوم:
• تغلق حدودها مع المغرب
• تمنع الطيران المغربي من دخول مجالها الجوي
• تقطع العلاقات الدبلوماسية
• تتسلح بجنون
• تدعم ميليشيا مسلحة تريد بتر ثلث المغرب
ثم… تحتج على مناورات مغربية - فرنسية داخل أرض المغرب؟!
واش هذا منطقي؟
للتذكير:
فرنسا حين استعمرت الجزائر، لم تكن تتصور أنها ستغادرها، فضمّت أراضي مغربية شاسعة إلى الجزائر الفرنسية.
وعندما استقلت الجزائر، ورثت تلك الأراضي كـ”هدية مجانية”، وكانت بداية العداء.
المفارقة؟ المغرب دعم الثورة الجزائرية ورفض التفاوض مع فرنسا حفاظًا على وحدة الجزائر… لكن أول رئيس للجزائر، أحمد بن بلة، تنكر لكل الوعود بعد الاستقلال.
اليوم، هل الحرب بين المغرب والجزائر ممكنة؟
المعطيات على الأرض تدعو للقلق:
• الحدود مغلقة
• السفارات مختومة
• الأجواء محظورة
• سباق التسلح مشتعل
• البوليساريو تدق طبول الحرب
• ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة تحريض مفتوحة
هذا “الحطب الجاف” في بيئة ساخنة… وقد تشتعل الشرارة في أي لحظة!
لكن، ماذا يقول التاريخ؟
الديمقراطيات لا تتحارب.
هل رأينا حربًا بين:
• فرنسا وألمانيا بعد 1945؟
• أمريكا وكندا؟
• اليابان وأستراليا؟
الجواب: لا.
صاحب هذه النظرية هو السياسي الأمريكي مايكل دويل، الذي شرح أن الديمقراطيات عقلانية، ولا تدخل حروبًا ضد بعضها.
لكن حين تكون دولة ديمقراطية وأخرى سلطوية؟ يصبح خطر الحرب حقيقيًا:
• حرب الكوريتين
• الهند وباكستان
• الأرجنتين وبريطانيا (حرب الفوكلاند)
أما بين نظامين سلطويين؟
فالحرب ليست محتملة فقط، بل مرجّحة!
أمثلة:
• العراق وإيران
• السعودية واليمن
• ليبيا والنيجر
• إثيوبيا • رواندا وبور
الأنظمة السلطوية تُقرر الحرب بسرعة، لأن:
• القرار بيد شخص أو قلة
• لا مؤسسات تحاسب
• لا صحافة حرة
• ولا رأي عام يحمي الوطن
كما قال “صن تزو” منذ 2500 سنة:
“الحرب التي تكسبها، هي الحرب التي لا تدخلها.”
الجنرالات في الجزائر يعيشون في القرن التاسع عشر، ويؤمنون بأن إضعاف الجار هو الطريق إلى القوة.
هواري بومدين قالها صراحة: “الصحراء ستكون حجرة في سباط المغرب”.
لكن السؤال الأهم:
لماذا تحتاج الأنظمة السلطوية دائمًا إلى عدو خارجي؟
لأنها تفتقد للشرعية الداخلية، فتبحث عن “شيطان” خارجي يخلق إجماعًا مزيفًا.
كما قال الفيلسوف الأمريكي إيريك هوفر:
“يمكن لنظام غير ديمقراطي أن يعيش بلا إيمان بالله، لكن لا يمكنه العيش بلا عدو خارجي!”

 

ليست هناك تعليقات

صور المظاهر بواسطة linearcurves. يتم التشغيل بواسطة Blogger.