احتجاجات وقطع طرق بسبب انقطاع العلاج: أزمة ميثادون تتفاقم في مراكز الإدمان

شهد مركز طب الإدمان في تطوان، عشية يوم الخميس الماضي، احتجاجات غاضبة من قبل المدمنين بسبب انقطاع دواء الميثادون، مما أدى إلى قطع الطرق والمطالبة بحقهم في العلاج. هذه الأحداث جاءت نتيجة تفاقم الأوضاع داخل مراكز الإدمان، حيث يعاني المرضى من حالة فطام طبي شديد بعد انقطاع التزود بالميثادون لأكثر من ثلاثة أسابيع.

تصاعد المخاطر داخل مراكز الإدمان
أكدت النقابة الوطنية للصحة العمومية بجهة طنجة تطوان الحسيمة أن الأوضاع في المراكز الخمسة لطب الإدمان بالجهة تزداد سوءًا، مع تزايد حالات الاعتداء الجسدي والتهجم على الأطر الصحية، خاصة في مركزي تطوان و"بئر الشفاء" في طنجة. وأعربت النقابة، في بلاغ رسمي، عن استيائها الشديد من ترك العاملين في هذه المراكز يواجهون وحدهم المرضى الغاضبين، الذين يعانون من انقطاع العلاج لفترة طويلة.

خطر حقيقي يهدد الأطر الصحية
حذّر العاملون في قطاع الصحة من أن الوضع الحالي يشكل تهديدًا مباشرًا لسلامتهم الجسدية، مؤكدين أن استمرارهم في العمل دون حماية كافية ينافي شروط العمل المنصوص عليها في القانون الأساسي للوظيفة العمومية. وأشاروا إلى أن الوزارة الوصية لم تتدخل بشكل فعلي لحل الأزمة، مما زاد من تفاقم التوترات داخل المراكز.

مطالب بتدخل عاجل لحماية العاملين والمرضى
دعت النقابة إلى تقليص الخدمات الصحية في المراكز الخمسة إلى الحد الأدنى حتى يتم توفير دواء الميثادون، معتبرة أن استمرار العمل بالشكل الاعتيادي يعرّض الأطر الصحية لخطر كبير. كما طالبت السلطات العمومية باتخاذ إجراءات عاجلة لضمان حماية العاملين في المراكز، بالإضافة إلى حماية المرضى والمرافق العامة من أي أعمال عنف محتملة.

تحذيرات حقوقية من تداعيات فقدان الميثادون
سبق للعديد من الهيئات الحقوقية أن دقت ناقوس الخطر بشأن الآثار الخطيرة لانقطاع دواء الميثادون، مؤكدة أن فقدان هذا العلاج يؤدي إلى انتكاسات صحية خطيرة لدى المدمنين، خاصة مدمني المخدرات الصلبة. وأشارت هذه الهيئات إلى أن انقطاع العلاج يزيد من انتشار الأمراض والتدهور الصحي بين هذه الفئة، مما قد يؤدي إلى عواقب اجتماعية وصحية كارثية إذا لم يتم تدارك الأزمة بشكل عاجل.

ختامًا
تتطلب الأزمة الحالية تدخلًا سريعًا من قبل السلطات المعنية لتوفير العلاج اللازم وحماية العاملين في مراكز الإدمان، مع ضرورة اعتبار العلاج حقًا أساسيًا للمرضى. وفي ظل استمرار انقطاع الميثادون، تبقى المخاوف قائمة من تفاقم الأوضاع الصحية والاجتماعية في صفوف المدمنين، مما يستدعي حلولًا عاجلة لاحتواء الأزمة.

ليست هناك تعليقات

صور المظاهر بواسطة linearcurves. يتم التشغيل بواسطة Blogger.