مؤسسات التعليم الخصوصي في المغرب ؛مؤسسات تعليمية ام مقاولات غرضها الربح المادي!!؟

عبد الرحيم بوصبري:
يبدو أن الهدف الرئيسي لأرباب هذه المقاولات التعليمية الخاصة هو الربح السريع وهو ما جعل هذه المدارس تنحرف عن مسارها الذي كان مسلكا شريفا ، لتصبح عبارة عن مؤسسة تجارية تبحث عن الريع الاقتصادي وعن ما تجنيه من مكاسب مادية وراء سلوكيات أقل ما يقال عنها أنها جريمة شنعاء ترتكب في حق جزء من مكونات الشعب المغربي .
إن التعليم الخصوصي في المغرب يمشي بوتيرة سريعة، لكنه لا يرقى إلى الهدف المنشود لمواكبة العصر والمنافسة ،فهو لا يهتم بمستقبل الأجيال المتعلمة ، لأنه لا يرتبط بميدان الشغل ويعتمد على فآت مجتمعية تسخر أموالها في تجارة خاسرة ،لأن المتاجرة بمستقبل الأجيال يعتبر جريمة شنعاء . 
في الحقيقة ،أن هذا القطاع تحول إلى قطاع تجاري صرف،لأنه يخلق مشاكل حقيقية تعمدت إثارتها لحث المسئولين على المدارس الخصوصية بالمغرب لينكبوا عليها وإيجاد الحلول المناسبة لها لأنها تعرف مد و جزر بين تجار المؤسسات الخصوصية و أولياء التلاميذ بسبب الزيادة الصاروخية التي عرفتها بعض المؤسسات في صمت رهيب للمسؤولين عن التعليم في المغرب .
ضعف التعليم وجشع ارباب المقاولات التعليمية ،يفرض عليك السيد الوزير أن تتدخل بجدية وبشكل عاجل لوقف ممارسة الشطط وإغلاق كل مؤسسة لا ترتقى إلى ما يصبوا إليه التعليم والحد من التعسف وهضم الحقوق التي يمارسها أرباب المؤسسات في حق بعض المدرسين ،الذين وجدوا أنفسهم في موقف ضعف مع بوشكارة الذي حصل على رخصة لفتح مدرسة تعليمية خصوصية ،الله اعلم كيف حصل عليها . 
فجل مدارس التعليم الخصوصي في الطور الابتدائي تشغل مدرسات ومدرسين بدون أي تكوين بداغوجي وأحيانا حتى معرفي يؤهلهم لممارسة مهنة التدريس وبدون شهادة للكفاءة كما هو معمول به في القطاع العمومي، و بأجور تافهة وغير محفزة على الإطلاق ، وبدون عقد شغل ولا ضمان اجتماعي وغيرها من الحقوق الأولية التي تنص عليها مدونة الشغل ، حيث يستغل بعض أصحاب هذه المدارس انتشار البطالة في أوساط حاملي الشهادات لفرض شروطهم مما يجعل الكثير من العاملين بهذا القطاع يمارسون مهنة التدريس بشكل عابر في انتظار وظيفة أو عمل أفضل ، مما يجعل عملية التأطير التربوي غير ذات فائدة هامة بسبب تجدد هيئة التدريس بشكل سنوي تقريبا وعدم مراكمة الخبرة في مجال التربية والتكوين، ونتيجة ذلك ضعف المردودية المعرفية والتربوية والمثل عشته شخصيا مع أبنائي ،مما دفع بي إلى تسجيلهم في المدارس العمومية مع أولاد الشعب ،وقد لاحظ الجميع أن أعلى المعدلات في امتحان البكالوريا كانت من نصيب أبناء وبنات المدارس العمومية،وهنا يظهر غباء كل المدارس الخصوصية التي توزع النقاط بسخاء.