هاشتاج العدالة لمحمد يتصدر الترند في المغرب
هل يمكن القول إن فيسبوك استحال درجة من درجات التقاضي في المغرب؟ فيسبوك، تحقيق، محكمة ابتدائية، استئناف ثم نقض؟ عدد مهول من الجـ.ـرائم يكون ضحيتها فقراء المغاربة لا تعرف طريقها الصحيح حتى يتدخل رواد مواقع التواصل بهاشتاغ "كُلنا_فُلان" أو "العدالة لِعِلاّن"!!
مثال جديد من أمثلة ضياع حق البشر المزلوط في هذه البلاد السعيدة، حيا ومـ.ـيتا، قضية مقـ.ـتل الطفل محمد بمنطقة أغبالو إقليم ميدلت. نعم، نؤكد أنها جـ.ـريمة ولن ننتظر نتائج أي تحقيق، فكيف لطفل صغير يُعايش البهائم ويمتهن حرفة الأنبياء الصابرين (رعي الغنم) أن ينتـ.ـحر مشنـ.ـوقا بحبل قصير؟
المؤسف جدا جدا أن القضية، كباقي قضايا المسحوقين في بلد المونديال، أخذت طريقها للنسيان بعد تحرك الزَّرقالاف كما العادة لولا يقظة "قضاة الفيسبوك"، وإعادة نشرهم لصور وتفاصيل من الحادث الأليم.
تمساح وإقطاعي من أباطرة المنطقة مُوَجهة له أصابع الاتهام، عقب خلاف يُقال أنه بسبب دخول خراف محمد الراعي ضيعة الديناصور. رواية الجيران وأهل المنطقة تُرجح قتـ.ل الإقطالي الكبير الراعي الصغير انتقاما لتركه قطيعه يأكل من داخل مزرعته. لا تتعجبوا، فكُبراء هذا الوطن ومُستكبِروه ينظرون لفقراءه كالذباب، بل أحـ.ـقر. هم عندهم الفلوس كما قالها قريب مول الكاط كاط في الشاطئ العام!!
أخيرا، يجب التأكيد على محدودية عمل "قضاة الفيسبوك"؛ شحال قدهم يقابلو ويراقبو؟ ها حنا كاع شعلناها وسلطنا الضوء على القضية لتأخذ مسار التقاضي، ماذا عن ضمانات المحاكمة العادلة؟ والتي توفر للمظلوم فرصة البراءة، كما تضمن للجاني أشد العقوبات؟! ماذا عن باقي أطوار المحاكمة؟ ماذا عن احتمال خروج الجاني "بعفو" حتى بعد إدانة رسمية!!
أتذكر جيدا كيف قامت الدنيا ولم تقعد بعد العفو عن مغتـ.ـصب الأطفال الإسباني (دانييل) صيف 2013 "تَكرُّماً" قبل أيام من زيارة عاهل بلاده (خوان كارلوس) للرباط، وكيف وعدت الدولة على لسان وزير عدلها آنذاك (مصطفى رميد) بصياغة قانون يُنظم العفو الملكي لتجنب تكرار مثل ذلك "الخطأ". أين وصلت مراجعة وتنظيم شروط العفو الملكي؟!
اختفت مع خمود اللَّغط حول العفو عن البيـ.ـدوفيل، تماما كما اختفى الحديث عن تنظيم استغلال الأراضي السُّلالية بمجرد انتهاء زيارة بنت ترمب "إيفانكا" للمغرب، ونهاية ولاية والدها الأولى. دولة مناسبتية، تتزين حين دعوة البراني، قبل نزع الماكياج لشعبها العزيز.
واقع مريض لكل فيه نصيب، من مواطن أناني ينتظر حتى تجي فيه عاد يهضر، لسلطة بعقلية القرون الوسطى ما زالت متمسكة بمصطلحات وأفكار من عهد عبيد الخاري (هيبة، أهداب، تقاليد، قدسية..)، لنخبة أغلبها شارب شاي بالغازوال، فلم يعد ضمير الأمة ولا مُحفزها، بل بوقا للنظام وصدى صوت بربطة عنق أو بجلباب أبيض.
نستحضر هنا (مصطفى رميد) وزير العدل السابق، من قُدمت في عهده تعهدات بمراجعة شروط العفو، ليأتي سلفه وهبي ويزيد الطين بلة بشراء سنوات الحبـ.ـس قبل حتى قبل ولوجه.
رميدٌ كنا نأمل أن يكمل كفاحه في سبيل استقلال حقيقي للقضاء من موقع المثقف ورجل السياسة، حتى وهو بعيد عن مناصبها؛ ماشي بالضرورة تكون تتخلص باش تقوم بالواجب! فإذا به ينشغل بتحقيق حلمه القديم بتقليد ونسخ خطى نقيب المحامين السابق "محمد الطيب الناصري".
(رميد) أراد أن يكون مع الدولة وضدها، معارض ومؤيد، مع الملكية البرلمانية والدولة العميقة، محامي المخزن وخصومه، الوسيط في حل النزاعات بين السلطة ومساخيطها؛ مع فرق بسيط، المرحوم الناصري أصحاب الحال من كانوا يسعون لوساطته ويطلبونه بالإسم للمهات الصعبة، أما (الرميد) فهو من يعرض خدماته في سوق مزاد خدام الدولة.
كان الله في عون أم محمد، وكان الله في عون مزاليط أجمل بلد في العالم، فما هي إلا دائرة تدور ليس على الباغي، بل على من يطلبون القِسط ويبتغون العدل.
#العدالة_لمحمد
ليست هناك تعليقات