مؤتمر العدالة والتنمية:الزعيم الحقيقي هو الذي يحرر العقول ولا يلاحق من انتقده بالمتابعة

حليمة الشويكة
لا ينكر إلا جاحد أو تائه هذه الروح المتجددة التي كان للأستاذ عبد الإله بنكيران دور كبير في إعادتها ليس فقط للحزب وبين متعاطفيه، وإنما للمشهد السياسي برمته. 

مؤتمر عادي لحزب يحتل المرتبة الثامنة أصبح حديث الجميع، ولعل أقوى علامات النجاح السياسي لمؤتمرات الأحزاب هو قدرتها على خلق الإشعاع حين انعقادها، فكيف إذا تحقق هذا الإشعاع حتى قبل الانعقاد،  وهذا ما تحقق للمؤتمر التاسع لحزب العدالة والتنمية بفضل الحيوية التي تمحورت حول الأمين العام للحزب سواء كمتحدث يوجه خطابه لعموم المواطنين أو كمتحدّٓث عنه في حوارات وتدوينات وخرجات متنوعة.

اليوم في نشاط مهني سألني أحد الزملاء وأنا اهم بالمغادرة،(واش مازال ما مشيتي؟) لم أفهم قصده للوهلة الآولى.. وسرعان ما انتبهت أنه يقصد الذهاب إلى بوزنيقة فأخبرته أن التحاق المؤتمرين القريبين جغرافيا سيكون صباحا، فقال لي بالتوفيق إن شاء الله.

تأملت هذا الحوار بيني وبين زميل محترم وفاعل جمعوي وسياسي من اليسار، وفهمت أننا في هذا البلد رغم اختلافاتنا نحترم ونقدر الفعل السياسي الجاد والمواقف المبدئية والثبات في درب النضال الشاق والطويل...

أما عن الذين يستهلكون خطاب الشخصنة والمريدية والمشيخة، فأقول لهم، ابحثوا عن أعذار اخرى لأن هذا الادعاء مردود، فنحن انضممنا إلى هذا الحزب وقد كانت حولنا زوايا حقيقية تشبه التنظيمات الحزبية التي لايعلو فيها صوت فوق صوت الشيخ.. وقد رفضنا الانخراط فيها في عنفوان الشباب لأن عقولنا تأبى أن تكون رهينة لدى أي كان،  ولذلك نحن هنا مانرال نفكر ونعبر وننتقد دون تردد او خوف على سقط المتاع ...

وأما الزعامة فحقيقة تاريخية لا يمكن إنكار أهميتها في تاريخ الشعوب والحضارات، والزعيم الحقيقي هو الذي يحرر العقول ولا يلاحق من انتقده بالمتابعة والمحاسبة رغم اختلافه ورغم ما يمكن أن يحدث معه من صخب في النقاش.

ليست هناك تعليقات

صور المظاهر بواسطة linearcurves. يتم التشغيل بواسطة Blogger.