فوضى في مستشفى أوطاط الحاج.. اعتداء بالسلاح الأبيض يكشف هشاشة الأمن الصحي

تحولت أروقة مستشفى القرب أحمد بن إدريس الميسوري بمدينة أوطاط الحاج، صباح الأحد 13 أبريل، إلى مسرح للفوضى والرعب،
بعد أن اقتحم عدد من الأشخاص المسلحين بالسلاح الأبيض المؤسسة الصحية، في ظل غياب تام لأبسط شروط الحماية الأمنية. ورغم أن مثل هذه الحوادث ليست بجديدة، إلا أن ما وقع هذه المرة فاق كل التوقعات، ليطرح مجددًا تساؤلات حارقة حول مسؤولية الدولة في تأمين سلامة الأطر الطبية والمرضى على حد سواء.

ووفق ما أوردته مصادر خاصة لـ"أولا-نيوز"، فإن المعتدين تسللوا إلى المستشفى في الساعات الأولى من الصباح، قبل أن تتطور مشادة بينهم إلى اشتباك عنيف وتهديدات مباشرة، وسط ذهول المرضى والعاملين. ووُصفت الأجواء بـ"المرعبة"، حيث كادت الأمور أن تنتهي بكارثة لولا أن لجأ بعض الأطر إلى الهرب أو الاختباء داخل الأقسام.

الصدمة الأكبر بالنسبة للعاملين والنقابات تمثلت في الغياب التام لأي حراسة أمنية أثناء الحادث، مما جعل العاملين مضطرين للاعتماد على أنفسهم في حماية أرواحهم. وقد عبّر المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة العمومية ببولمان، في بيان ناري، عن إدانته لما وصفه بـ"الاعتداء الهمجي"، محمّلاً الدولة مسؤولية تقاعسها المزمن في حماية المرافق العمومية، ومعتبراً ما جرى بمثابة "ناقوس خطر جديد في إقليم طالما نُسي من خريطة الأولويات الصحية الوطنية".

وفي حين لم تصل عناصر الدرك الملكي إلا بعد مغادرة المعتدين، ما يزال الصمت سيد الموقف من الجهات الرسمية، سواء من عمالة الإقليم أو من وزارة الصحة. واعتبرت مصادر نقابية أن هذا الصمت "يعكس غياب إرادة سياسية حقيقية لمعالجة هشاشة الأمن في البنيات التحتية الصحية".


وتجدر الإشارة إلى أن هذا الحادث ليس الأول من نوعه، فقد سبق للعاملين بالمستشفى أن نظموا وقفات احتجاجية سنة 2018 للتنديد بالاعتداءات المتكررة، وها نحن اليوم في 2025، نعود إلى نفس الدائرة، بل ربما إلى وضع أشد خطورة. وتؤكد النقابات أن "التغاضي عن مثل هذه الحوادث يُعد تواطؤًا صامتًا مع الجريمة".

في خضم هذه التطورات، يتجدد السؤال الجوهري: من يحمي موظفي الدولة أثناء أداء مهامهم؟ وهل بات لزامًا على الأطباء والممرضين الاستعانة بحراس شخصيين لحماية أنفسهم؟ وإذا كانت مؤسسة صحية مركزية في مدينة أوطاط الحاج تُترك لهذا المصير، فماذا عن حال المستوصفات القروية النائية والمراكز الجبلية المعزولة؟

حادث مستشفى أوطاط الحاج ليس مجرد واقعة عابرة، بل هو جرح نازف في جسد المنظومة الصحية المغربية، يكشف هشاشة أمنية مقلقة في مؤسسات يُفترض أن تكون مأمنًا للمرضى والضعفاء. وبينما يستمر الصمت الرسمي، يبقى الخوف هو الرفيق الدائم للعاملين في القطاع الصحي، خصوصًا في "المغرب العميق".

ليست هناك تعليقات

صور المظاهر بواسطة linearcurves. يتم التشغيل بواسطة Blogger.