صديقنا وزميلنا حميد المهداوي طرح أمس سؤالا محوريا ظل دائما بلا جواب:
"علاش المازوط غالي في المغرب"؟..
"المازوط غالي في المغرب حتى بالمقارنة مع الجارة الشمالية إسبانيا"..
وهذا السؤال حول غلاء "المازوط" في المغرب هو الذي "حاول" إدريس الكرواي، الرئيس السابق لمجلس "المنافسة" أن يجد له جوابا دون أن يفلح..
بل كلنا يعرف ماذا جرى فيما بعد..
لقد وجد الرجل نفسه وسط النيران قبل أن يجد نفسه خارج بناية المجلس فقط لأنه "حاول" أن يجيب عن سؤال "الغلاء" في المازوط..
حصل هذا رغم نزول بلاغ غير مسبوق للديوان الملكي في يوليوز من سنة 2020 بمضمون داعم لمجهودات الكراوي على رأس مجلس تحولت فيه "المنافسة" اليوم مع السيد رحو إلى مجرد "مقاعسة"..
والعبارة هنا من إبداع السي محمد أوزين ذكره الله بخير..
طبعا أتحدث هنا عن ذلك البلاغ الذي نزل عقب قرار لمجلس المنافسة حول "تواطؤ" محتمل بين شركات المحروقات وبين تجمع النفطيين بالمغرب..
بل إن هذا البلاغ حشر ربما النفطيين وأصحاب شركات المحروقات في الزاوية الضيقة وبدوا كما لو أنهم مجموعة "لصوص" لا أقل ولا أكثر..
نعم، هكذا قرأت شخصيا وقتها بلاغ الديوان الملكي خاصة أن منطوقه كان يرمي في الأصل الى ترسيخ مبادئ الحكامة والشفافية في قطاع له ارتباط وثيق بالاستقرار وبالسلم الاجتماعي..
أكثر من هذا، لقد بدا أصحاب هذه الشركات، عقب نزول هذا البلاغ، مثل "أعداء حقيقيين" للشعب..
لماذا؟
لأن بلاغ الديوان الملكي لم يؤكد فقط تلك الحقيقة حول شبهة "التواطؤ" المسبق بين الفاعلين في قطاع المحروقات..
بلاغ الديوان الملكي أكد أيضا حقيقة أخرى وهي أنه كلما انخفضت أسعار النفط في السوق الدولية إلا وارتفعت أرباح هذا اللوبي الجشع ارتفاعا صاروخيا هنا في السوق الداخلية للبلد.
وفعلا، فغلاء المحروقات بالمغرب له ربما دافع واحد لا ثاني له وهو الجشع وليس الحرب ولا البرد ولا الثلج ولا الجفاف كما يقول الناطق الرسمي الطيب بايتاس في ندواته المسلية..
وهذا "الجشع" هو الذي جعل منا ربما البلد الوحيد العالم العربي والإسلامي "اللي خرج بلا عيد" مع حكومة تستعد للمونديال وتقول عن نفسها "إنها أجمل حكومة في العالم..!"..
وأيضا مع رئيس حكومة لا يحتكر بيع "المازوط" فقط..
بل إنه يحتكر أيضا بيع كل شيء يتحرك جوا وبحرا وفوق هذه الأرض غير السعداء أهلها مع هذا الاحتكار ومع هذا الغلاء الذي تتمدد رقعته في كل اتجاه..
...
مصطفى الفن
ليست هناك تعليقات