أبو عب يدة يعلن استشهاد محمد الض يف وعدد من قادة كتا ئب القس ام في معركة طوفان الأق صى
كيف يمكن أن نتناول استشهاد محمد الض/يف قائد الجناح العسكري مع رفاقه من القادة العظام، مروان عيسى وغازي أبو طماعة ورائد ثابت ورافع سلامة؟
أول ما شعرت به لدى تلقي الخبر هو الارتياح، بل الارتياح الكبير، ولذلك تفسير خاص.
نحن نعرف اليوم أن هذه المعركة ليست معركة ضد إصرائيل وأمريكا والغرب فحسب، بل هي معركة داخل الأمة نفسها، لأن هذه الأمة خرج من بين ضلوعها من يشمت في الشعب الفلسطيني ورجاله، ولذلك علينا أن ننظر إلى الأمور من زاويتين، زاوية انعكاساتها على اتجاهات الصراع مع العدو، وزاوية انعكاساتها على الأمة.
فيما يتعلق بالزاوية الأولى هناك يقين ثابت بأن النصر للشعب الفلسطيني والأمة طال الزمان أم قصر، وهذا مبني على وعد رباني لا يتخلف، والتأخر في المجيء لا يعني أن النصر غير رأيه، لأن الوعد الإلهي لا يتغير، ولن أطيل في هذه النقطة.
أما الزاوية الثانية فهي اليوم أهم وأخطر. أعداء الشعب الفلسطيني ورجاله يحملون المسؤولية للمقاو-مة. قالوا ويقولون سرا وعلنا بأن رجال المقا-مة ورطوا الشعب الفلسطيني في هذه المعركة وتسببوا في قتل مئات الآلاف من الشهداء، وشاءت مشيئة الله أن يموت في هذه المعركة العشرات من أبناء وبنات وزوجات رجال المفا-ومة، فسُقط في أيدي هؤلاء، لأن من يزج بالناس في القتل لا يمكن أن يزج بأولاده وزوجه.
حتى قبل أن تنطلق المعركة يوم 7 أكتوبر 2023 كان هؤلاء يقولون بأن قادة حما*س يتمتعون في الفنادق والطائرات، وشاءت مشيئة الله أن يستشهد القائد هنية رئيس المكتب السياسي شخصيا، فبُهت هؤلاء. وكان يقال بأن رجال المقاو-مة يعيشون على حساب الفلسطينيين، فشاءت مشيئة الله أن يستشهد عدد كبير من أبناء وأحفاد وأقارب هنية شخصيا، فتبين أنهم كانوا مع الناس.
ولم يقفوا عند السياسيين، سكان الفنادق والقصور، بل انتقلوا إلى رجال الحرب أنفسهم، الذين قضوا عشرات الأعوام في سجون إصرائيل، يطعنون فيهم ويتهمونهم بتوريط الفلسطينيين، فشاءت مشيئة الله أن يستشهد بعضهم. وقيل ما قيل في السن-وار، ثم شاءت مشيئة الله أن يستشهد واقفا، مع أن القادة لا يموتون في غير فلسطين.
واليوم ها هي كوكبة أخرى تلحق بهم، كوكبة من الرجال الذين لا يعرفهم أحد ولم ير صورهم ولم يرهم لا في فندق ولا طائرة ولا باخرة ولا حانة، وأنا أعجب كيف يكون هؤلاء طلاب دنيا ويعيشون مختبئين، لأن طلاب الدنيا يظهرون في كل مكان وخاصة في التلفزيون؟.
هؤلاء استشهدوا من أجل تكذيب المتآمرين وتسفيه أحلامهم، وكانت شهادتهم برهانا على صدقهم، وبدمائهم سوف تستيقظ الأمة لتعرف أنهم كانوا على الطريق.
إن النصر ليس بأسماء الرجال ولا وجوههم، فهؤلاء الذين استشهدوا ليسوا سوى بضعة أشخاص عرفنا أسماءهم، فهل يعرف أحد عشرات الآلاف من المقاو*مين الذين خاضوا المعركة منذ 7 أكتوبر 2023؟ هل يعرف أحد من حقق النصر في حطين ما عدا صلاح الدين؟ هل يعرف أحد أسماء الأبطال الذين فتحوا بيزنطة والقسطنطينية؟ هؤلاء الشهداء ليسوا هم الجيش الذي يقاتل، فالقائد لا يصبح قائدا بدون جيش حقيقي، وهذ الجيش هو الذي صنع الض*يف وصنع السنو*ار وصنع غيرهما، ولكن الذين يفكرون بطريقة السينما الأمريكية يعتبرون أن سلفستر ستالون يستطيع أن يقاتل وحده في فيتنام، أما نحن فلا نؤمن بالفرد بل بالرسالة التي تصنع الأفراد. إن قتل هؤلاء فقد قتل من هو أفضل منهم، ومن دربهم وكونهم ورباهم، وسوف يقتل آخرون تربوا على أيدي هؤلاء، والمسيرة مستمرة والنصر قادم.
ليست هناك تعليقات