سيذكر التاريخ أن "قمرنا الصناعي" غادر الأرض مخلفا وراءه

بعد دقائق سيغادر القمر الصناعي المغربي الأرض متجها إلى شرفته فوقنا ليراقب ويحرس ويتربّع على عرش أحلامنا المجهضة في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، العطشى بزاكورة، المهدورة في الريف، المهشمة في شارع محمد الخامس، المخنوقة في مدونة الصحافة..
لست هنا أتحدث عن "أهميته الاستراتيجية"، أو أبعاده العسكرية والأمنية الحيوية..ووو..
أنا فقط أريد أن أقول:
سيذكر التاريخ أن "قمرنا الصناعي" غادر الأرض مخلفا وراءه أزيد من 1000 معتقل ريفي، خرجوا للمطالبة بأبسط شروط الحياة: مستشفى وجامعة وتنمية تضمن كسرة خبز..
سيكتب التاريخ أنه بدقائق قليلة على مفارقة "قمر محمد السادس" للأرض، حكمت محكمة باسمه على طلبة الجديدة بثلاث سنوات نافذة لمجرد احتجاجات نظموها للمطالبة بالمطعم الجامعي..
وسوف لن ينسى التاريخ ومعه القمر الصناعي المسكين أن القاضي اليوم طرد الزفزافي والمهداوي وباقي المعتقلين لمجرّد مطالبتهم بإزالة الصناديق الزجاجية التي تم وضعهم فيها وهم داخل قاعة المحكمة بشكل لم يحدث حتى إبّان المحاكمات العسكرية في انقلابات السبعينات..
يغادرنا أيضا، على إيقاع "سلخ" و"تشبيح" الأساتذة من طرف تلاميذ "خريجي المشروع الحداثي الديمقراطي" الرشيد طبعا..
لن يجد 
#قمرنا_الصناعي ما يحكيه للسماء..
ليس هناك إلا الألم والبؤس والأوجاع التاريخية للانحطاط..
يا قمر... قل لمن تصادفه.. دوما هناك أمل..ما دام هناك من يقاوم.
الروائي عبد القادر الدحمني