بنكيران: لم نتورط في أعمال إرهابية .. ولا سلطة لرئيس الحكومة

لم يتأخر رد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، طويلا على تصريحات عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، عندما قال إن "المغرب كان هدفا للتهديدات الإرهابية منذ سنوات السبعينيات، وخصوصا بعد بروز نشاط الشبيبات الإسلامية في الساحة المغربية".

واختار "زعيم البيجيدي" الرد على الخيام بطريقة غير مباشرة خلال كلمة له في اللقاء الوطني لمنتخبي الحزب بمجالس الجماعات، المنعقد يومه السبت بسلا تحت شعار ''سنتان من تدبير الجماعات: الحصيلة والآفاق''، وأكد وهو يستعرض مسار خروج قيادات الحزب من العمل السري في إطار "الشبيبة الإسلامية"، ومن الصدام مع الدولة إلى الاعتراف بها، أنهم "أبناء الحركة الإسلامية، ولم يثبت إلى حد الآن تورط أحد أعضاء الحزب في الانتماء إلى الجماعات الإرهابية".
وقال بنكيران في الصدد ذاته: "جزء كبير من الإرهاب في العالم نُسب إلى أعضاء لديهم صلة بالحركة الإسلامية، ونحن كنا دائما متخوفين أن يتورط إخواننا في هذه التنظيمات المتطرفة، ولكن لم يقع ذلك"، قبل أن يؤكد أن حالة واحدة وقعت في مدينة القنيطرة لأحد أعضاء الحزب، وتم الحكم عليه بـ30 سنة سجنا نافذا ضمن مجموعة من السلفيين، "ولكنه كان مظلوماً"، على حد قوله.

وجدد بنكيران تأكيده على مقاربة حزبه المبنية على المساهمة في الإصلاح من داخل المؤسسات، وليس من خارجها، وقال: "لم نأت للنزاع على السلطة..جئنا لخدمة الوطن والأمة"، واعتبر أن تجربة العدالة والتنمية "لديها خصوصية وفهمت منذ البداية منطق الاندماج في المجتمع".
وتحدث بنكيران كعادته عن مضايقات يواجهها حزبه من قبل بعض الجهات، ولكنه لم يذكرها بالاسم، موردا: "هناك حملة ممنهجة على الجماعات التي يسيرها أعضاء الحزب، ورغبة داخل جهة ما تستهدفنا وتخلق العراقيل وتواجهنا بالبلطجة"، في إشارة إلى ما شهدته بلدية الرباط يوم أمس من أعمال تخريبية ومواجهات بين "البام" و"البيجيدي".

في المقابل، قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية وهو يدافع عن حصيلته الحكومية السابقة ويرد على منتقديه: "يجب أن تعلموا أن رئيس الحكومة لا يمتلك السلطة.. فقط بعض الصلاحيات في بعض المجالات؛ وهو فقط عضو في مجلس وزاري يترأسه الملك محمد السادس"، وأضاف: "هذا هو الدستور المغربي، وهذه صلاحيات رئيس الحكومة، ومن يريد صلاحيات أوسع أو أمورا أخرى فعليه أن يطلب تغيير الدستور الحالي".
واعترف بنكيران أنه خلال عمله كرئيس للحكومة لم يكن يعلم بكثير من القرارات، وزاد: "شي مرات ما كيكونش حتى فخباري اشوقع..وشي مرات الملك كيدافع علينا وكيقول ليهم وصلوها لعبد الإله بنكيران، ولكن بعض الوزراء كانوا يرفضون ذلك".

ورغم كل ما يمكن أن يقال عن تنازل النخبة السياسية في المغرب عن صلاحيات دستورية لصالح المؤسسة الملكية، عاد بنكيران ليدافع عن عدم خروج حزبه مع "حركة 20 فبراير" التي طالبت بإصلاحات دستورية واسعة، وردد مقولته الشهيرة: "الدولة كلها كانت مهددة حينها، نحن لم نندم على عدم المشاركة في المظاهرات، بل نزلت بنفسي في بعض المدن لكي أدافع عن طرحنا لتجاوز الأزمة".