مكتب السلامة: الحرارة عفنت الأضاحي .. وجمعية: مرض وبائي

عاد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ليؤكد أن ما طال أضاحي هذه السنة من اخضرار وتعفن لا علاقة له بالأعلاف، بل مرتبط بطريقة ذبح الأضاحي وارتفاع درجات الحرارة يوم وليلة عيد الأضحى، مؤكدا أنه استقبل 1449 شكاية من طرف المواطنين، منها 670 شكاية تهم تعفن واخضرار لحوم الأضاحي من أصل 5.5 مليون رأس تم ذبحها خلال عيد الأضحى لهذه السنة.

وقال المكتب، في بلاغ للصحافة، "إن حالات اخضرار أو تعفن لحوم الأضاحي لم يسبق تسجيلها خلال السنوات الفارطة، ما عدا هذه السنة والسنة الماضية بنسبة أقل جدا؛ وذلك راجع إلى تزامن عيد الأضحى مع فصل الصيف، إذ تراوحت درجات الحرارة يوم العيد بين 20-25 درجة ليلا و28-38 نهارا، مع نسبة رطوبة مرتفعة بشكل غير اعتيادي". 

وواصل المكتب ذاته: "هذه الظروف المناخية، إذا كانت مقرونة بعدم احترام شروط النظافة الواجب توفرها عند تهييء الأضحية وتخزين اللحوم، تؤدي إلى التكاثر السريع لبعض أنواع بكتيريا التعفن داخل وخارج الذبيحة"، مؤكدا أن التحاليل المخبرية التي أجراها على العينات التي تم أخذها من بعض الأضاحي مكنت من رصد جراثيم تعفنية تنتمي إلى عدد كبير من بكتيريا الجهاز الهضمي.

وانتقد المصدر نفسه ما يروج من كلام حول طريقة تسمين الأضاحي، مفيدا بأن تسمين أضاحي العيد يتم بالطرق نفسها التي تحضر بها الماشية الموجهة للمجازر، مردفا: "الأخبار التي روجتها بعض الجهات لا أساس لها من الصحة، ولا تستند إلى أسس علمية دقيقة؛ وهذا ما خلص إليه البرنامج الوطني السنوي لرصد متبقيات الأدوية والمنشطات في لحوم الغنم والماعز والبقر، الذي استنتج خلو عينات اللحوم التي خضعت للتحاليل المخبرية من متبقيات هذه المواد. 

وأشار المكتب ذاته إلى أن الاستهلاك الوطني للحوم الحمراء يهم سنويا أزيد من 3.5 ملايين رأس من الأغنام والماعز، زيادة على أضاحي العيد التي "تتم تهيئتها بمختلف مجازر المملكة، ولم تسجل أي حالة من الاخضرار والتعفن؛ علما أن مصادر هذه المواشي هي نفسها في غالبيتها التي تزود السوق الوطني بالأضاحي"، على حد قوله.

الأعلاف وحقن التسمين

وفي سياق ذي صلة، أعلن المركز المغربي لحقوق الإنسان أنه أجرى بحثا في موضوع تغيّر لون الأضاحي الذي شهدته عدد من الأسر بالمغرب، وساءل عينة من المواطنين حول مدى تعرض لحوم أضاحيهم للتلف، كما قام بالبحث عن الأسباب المحتملة وراء ذلك.

وعلى ضوء المعطيات التي توصل إليها، أوضح المركز في بلاغ توصلت به هسبريس أن العينة التي اشتغل عليها "بينت أن أكثر من 25 بالمائة منها قد تعرضت لحومها بالفعل للتلف، إذ ازرقت واخضرت، وصدرت عنها روائح كريهة منذ اليوم الثاني بعد يوم عيد الأضحى، ما حرمها من تناول لحوم أضحيتها".

وأضاف المركز أن بعض الأسر لم تعر أي اهتمام للموضوع، "ما تسبب في بعض حالات التسمم، بعد تناولها اللحوم المتعفنة"، واصفا ما جرى بأنه "يرقى إلى مرض وبائي، أصاب لحوم أضحية العيد، في ظروف أقل ما يقال عنها إنها غامضة، إذ لم تستطع المصالح الصحية المعنية معرفة الأسباب من وراء هذه الآفة".

واعتبر المصدر ذاته ما صدر عن مؤسسة المكتب الوطني للسلامة الصحية "غير مقنع للرأي العام المغربي"، وأفاد بأن المعطيات الأولية التي جمعها تشير إلى أن "الكباش التي تتم تغذيتها من خلال أعلاف مصنعة فسدت لحومها بشكل أكبر بكثير من مثيلاتها التي تأكل من المراعي الطبيعية، ما قد يحيل إلى التشكيك في بعض الأعلاف، وخصوصا ظاهرة استعمال أقراص كيماوية للتسمين، وكذا ظاهرة استعمال فضلات الدجاج".

وحمل المركز الحقوقي المسؤولية للحكومة المغربية، معتبرا تفاعلها بمثابة "هروب إلى الوراء، وتقاعس إزاء آفة ترقى إلى وباء مرضي، قد يفتك بحياة آلاف المواطنين إن لم تتخذ الإجراءات الاحترازية اللازمة"؛ كما طالب بضرورة الإسراع في جرد الحالات، وتشكيل خلية أزمة، لتحليل العينات، ومعرفة الأسباب الكامنة وراء تعفن لحوم أضحية العيد.

"ضرورة منع دخول المواد الكيماوية وأقراص وحقن التسمين المستعملة في علف الأغنام لتسمينها بشكل غير طبيعي، مع تجريم استيرادها بشكل قطعي وحازم، وإنزال العقوبة الشديدة بالمخالفين لهذا القرار"، كانت مطالب أخرى للمركز الحقوقي في بلاغه، داعيا في الآن ذاته مربي الأغنام إلى ضرورة الالتزام بالأخلاق، وعدم تطعيم مواشيهم بأعلاف مشبوهة، مثل "بزق الدجاج".