مشتقا من معلمة طبيعية أو بشرية... ومن هنا كانت حاجة قاطني الشماعية


بيعي أن أي تجمع بشري يكون في حاجة إلى اسم يدل عليه، وهذا الاسم غالبا ما 

يكون 

مشتقا من معلمة طبيعية أو بشرية... ومن هنا كانت حاجة قاطني الشماعية في السابق 

إلى اسم فكان في البداية (القصبة الإسماعيلية) ثم فيما بعد أصبح ( الشماعية ) فكيف 

تم هذا التحول؟

الحي الإداري بمدينة الشماعية حيث توجد أغلب الإدارات العمومية وحيث يعود تاريخ 

أغلب بناياته إلى حقبة الاستعمار الفرنسي بالمغرب

فالرواية الشفوية المتداولة محليا، تشير إلى ارتباط اسم " الشماعية " بصناعة الشمع، 

وهو المعنى الأول الذي يعطيه كل إنسان لهذا الاسم، عند سماعه إياه حتى الوقت 

الحاضر) وتستدل على ذلك، بكون إحدى الأسر التي كانت تقطن بالمنطقة، كانت 

تزاول هذه الحرفة (صناعة الشمع) فسمي أفرادها بعائلة الشماع، ومن الشماع تم 

اشتقاق اسم الشماعية.
 


لكن تداول اسم (القصبة) سواء في الموروث الشعبي، أو من طرف سكان المناطق 

المحيطة بالمدينة، لا زال معمولا به، وهو ما جعلنا نأخذ بالرواية التي تشير، إلى أن 

الشماعية كانت في السابق تحمل اسم (القصبة الإسماعيلية) نسبة إلى السلطان المولى 

إسماعيل، الذي أقام بها ـ باعتبارها نقطة استراتيجية ـ قصبة كانت ترابط بها حامية 

عسكرية تمدها قبيلة احمر بالمؤن...
 

وعرف عن السلطان مولاي إسماعيل كذلك، أنه كان يبعث إليها وإلى نواحيها بغلمانه 

ليتعلموا الرماية الشعبية والفروسية على يد شيوخ احمر الذين كانت لهم في ذلك قوانين 

مسنونة وشيوخ يرجع لهم فيها. ، وأن سيادة اسم الشماعية على الإسماعيلية راجع 

بالأساس ـ حسب إحدى الروايات ـ إلى تحريف في نطق الإسماعيلية لدى سكان آسفي 

( التجار القدماء ) الذين كانوا يمرون بالإسماعيلية في طريقهم ذهابا وإيابا إلى 

مراكش، وبما أنهم ينطقون السين شينا، فقد تحولت الإسماعيلية إلى الشماعية. 
 

ومن هنا تعتبر الشماعية رمزا ودلالة لشيء مادي هو (القصبة) و معنوي هو 

(السلطان 

مولاي إسماعيل) بدليل أنه بنى بها قصبة ظلت معالمها متواجدة إلى الستينيات من 

القرن الماضي، لا زال العديد من أبناء المدينة، يحتفظون في ذاكرتهم بمعالمها 

العمرانية المغربية الأصيلة